القائمة الرئيسية

الصفحات

افضل علاج لراحة القلب وصلاح البال

                         علاج القلب من اوجاع الدنيا



طرق وخطوات لعلاج القلب

إن كل من عرف الله -عزَّ وجلَّ- أحبه، وأخلص له العبادة، ولم يؤثر عليه شيئًا من المحبوبات، فمن آثر عليه شيئًا من المحبوبات فقلبه مريض ولا بدَّ، كما أن المعدة إذا اعتادت أكل الخبيث وآثرته على الطيب، سقطت عنها شهوة الطيب، وقد يمرض قلب الإنسان ويشتد مرضه، ولا يعرف به صاحبه، لانشغاله عنه، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.


فلا تغلب على العبد الشبهات إلا بفساد علمه بالله، وجهله بعدله وقضائه، وحكمته وشرعه وجزائه، ولا تغلب عليه الشهوات إلا بفساد نفسه، وغلبة شهوات الدنيا عليه، وغلبة رياساتها وحظوظها على ما عند الله والدار الآخرة، فمن الأول قوله -سبحانه-: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) ، ومن الثاني قوله -سبحانه-: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا) 


إن القلب بيت الإيمان والتقوى، كما أن المعدة مكان الطعام والشراب، والإيمان في القلب يحرّك البدن لطاعة الله، كما أن الطعام في المعدة يمد البدن بالغذاء الذي به تتم صحته وتكمل حركته.


فالقلب يحتاج إلى غذاء الإيمان، والبدن يحتاج إلى أكل الطيبات، وكلاهما لازم للإنسان، وكماله باجتماعهما، وهلاكه بفقدهما، ولهذا أمرنا الله عزَّ وجلَّ بهذا وهذا، فقال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) 

والقلب منزل الملائكة، ومهبط أثرهم، فإذا امتلأ القلب بالصفات الرديئة فيه كالغضب والشهوة المحرمة، والحقد والحسد، والكبر والعجب، وغيرها من الشرور المتسلطة، فلا تدخله الملائكة وهو مشحون بهذه الشرور، وأنى يدخل الخير وهو مليء بالشرور؟ قال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا) [البقرة: 256]، فلا بد من تطهير القلب وتصفيته وتخليته من أمراضه أولاً, ثم تحليته بالإيمان والطاعة ثانيًا، فحرام على قلب أن يدخله النور، وهو مظلم فيه شيء مما يكرهه الله -عزَّ وجلَّ-.


وعلل القلب كثيرة مؤلمة أشد من ألم البدن، وإذا أراد الله بعبدٍ خيرًا بصَّره بعيوب نفسه, وإذا عرف العبد عيوبه وشخصها أمكنه العلاج, وما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء, علمه من علمه، وجهله من جهله، وأفضل علاج لأدواء القلوب أن تعرف فاطرها ومعبودها وتطيع أمره, وتحب ما يحب, وتحذر مما يكره, وذلك كله في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: (قل هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) 


وعلامة مرض القلب أن لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته، وقد يشعر بمرضه، ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها، فهو يؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء، فإن دواءه في مخالفة الهوى، وذلك أصعب شيء على النفس، وليس لها أنفع منه، وتارة يوطن نفسه على الصبر، ثم ينفسخ عزمه، لضعف علمه وبصيرته وصبره، والقلب يبصر الحق كما تبصر العين الشمس، والحق إذا لاح وتبين، لم يحتج إلى شاهد يشهد به.


كما أن من علامات أمراض القلوب عدولها عن الأغذية النافعة الموافقة لها إلى الأغذية الضارة، والقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي على الضار المؤذي، والقلب المريض بضد ذلك، يؤثر الضار المهلك على النافع الشافي، وأنفع الأغذية غذاء الإيمان, وأنفع الأدوية دواء القرآن, وكل منهما فيه الغذاء والدواء، والشفاء والرحمة.

ماهي علامات صحة القلب السليم؟

1- من علامات صحة القلب أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها، جاء إلى هذه الدار غريبًا يأخذ حاجته ويعود إلى وطنه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ"، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: "إِذَا أمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ"[البخاري (6416) ].


2- علامات صحة القلب كذلك: أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه، ويذكره به، قال تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [آل عمران: 191]، فإن القلوب كما قيل كالقدور، واللسان كالمغرفة، فاللسان يُخرِج ما في القلب من حلو أو حنظل، فلو كان القلب عامرًا بحب الله لانشغل اللسان بالذكر، قال بعضهم: "المحب لا يجد للدنيا لذة ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين"، وقيل كذلك: "المحب طائر القلب كثير الذكر، يسعى إلى رضوان الله بكل سبيل يقدر عليه".


فهو لا يأنس بغيره ولا يتلذذ بسواه، روي عن ابن مسعود أنه قال: "من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن، فإن أحب القرآن فهو يحب الله، فإنما القرآن كلام الله"، وروي عنه أنه كان يقبّل المصحف ويقول: "كلام ربي، كلام ربي"، وقال عثمان -رضي الله عنه-: "لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم".


3- من علامات صحة القلب أنه إذا فاته فرض من فرائض الله، أو فاته وِرْده، وجد لفواته ألمًا عظيمًا، أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده، وقد روي حماد بن زيد فقال: "كان ليث بن أبي سليم إذا فاتته الصلاة في مسجد حيه اكترى حماراً، فطاف عليه المساجد حتى يدرك جماعة".


4- من علامات صحته أنه يشتاق إلى الخدمة والعبادة، كما يشتاق الجائع إلى الطعام أو الشراب، وأنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه.


5- من علامات صحة القلب: أن يتعب الجسد في عبادة ربه ولا يمل القلب، لقد كان أويس -رضي الله عنه- يقوم الليل فيشعر أن الليل ينقضي بسرعة لا يستطيع أن يشبع ويريد أن يطيل القيام، ويطيل الركوع، ويطيل السجود، ويطيل الصلاة، فلا يجد ليلاً يكفيه، فيأتي على ليلة ويجعلها ليلة الركوع أي يطيل من الركوع، وبعد ذلك ليلة: ليلة السجود، وليلة هي ليلة القيام، وهذا تنويع في طاعة الله - تبارك وتعالى -، وهذه هي أحوال الصالحين.

6- إن من علامات صحة القلب أنه لا يمل حتى لو تعب البدن، وإنما الشرع الحنيف يحفظك حتى لا يمل القلب، وما أحسن ما وصفهم القرآن به قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ *كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 16 - 18].


7- من علامات صحة القلب أن يكون همّه واحدًا، وأن يكون في الله، قال تعالى: (وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى)  وأن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعًا من أشد الناس شحًّا بماله، وأن يكون اهتمام العبد بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل، فيحرص فيه على الإخلاص والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه، وتقصيره في حق الله -جل جلاله-.


ولا ريب أن سرور القلب وسعادته يبعثه على دوام السير إلى الله -عز وجل-، وبذل الجهد في طلبه، وابتغاء مرضاته، ومن لم يجد هذا السرور، ولا شيء منه، فليتهم إيمانه وأعماله, فإن للإيمان حلاوة، من لم يذقها فليرجع، وليقتبس نورًا يجد به حلاوة الإيمان.

وكلما صح القلب من مرضه، ترحل إلى الآخرة، وقرب منها حتى يصير من أهلها، يعمل بأعمالها، ويجني من ثمارها، وكلما مرض القلب واعتلَّ، آثر الدنيا واستوطنها، حتى يصير من أهلها، وقد جمع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- هذا المعنى في قوله: "إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، والآخرة قد ارتحلت مقبلة ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل".

 8- من علامات صحة القلب أنه لا يزال يحث صاحبه حتى ينيب إلى الله، ويخبت إليه، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه، الذي لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه، والأنس به، فبه يطمئن، وإليه يسكن، وإليه يأوي، وبه يفرح، وعليه يتوكل، وبه يثق، وإياه يرجو، وله يخاف، فذكر الله قُوتُه وغذاؤه، ومحبته والشوق إليه: حياته ونعيمه ولذته وسروره، والالتفاف إلى غيره والتعلق بسواه: داؤه، والرجوع إليه: دواؤه.

والقلب معرَّض للفتن كما في حديث حُذَيْفَة -رضي الله عنهما- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا؛ لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ" [مسلم (144)].


من هذا المنطلق ينبغي للمسلم أن يعرف علامات القلب السليم والقلب المريض المفتون، فيعرف القلب السليم ليحرص أن يكون قلبه على شاكلته صحيحًا سليمًا، ويعرف القلب المريض وصفاته حتى يحذر من أن يكون قلبه كذلك، ثم -إن قُدّر أنه مريض- يسعى في إصلاحه ومداواته بالأدوية الشرعية الربانية.



 إياك أن تكون عجولاً .. فالعجلة تفضح نقصا في سيطرتك على نفسك .. وعلى الزمن ..

اظهر صبورا دائما .. وكأنك ‏تعرف أن كل شيء سيكون مرجعه إليك .. في آخر المطاف ..

‏اللحظة المناسبة مهمة .. تعلم أن تكون صبوراً .. عندما لا يكون الوقت قد نضج بعد .. وأن

‏تضرب ضربتك بشدة .. عندما تصل الثمرة إلى النضوج ..

حديثك ⁧ الإيجابي ⁩مع نفسك ينتج مشاعر إيجابية .. ويحفز عقلك للتفكير الذي يفيدك ..

‏بعكس الحديث السلبي الذي ينتج الهم والعجز ..

‏إذا حدثك عقلك سلبياً رد عليه بالإيجاب

‏مثلاً :

‏التغيير صعب _ أستطيع أن أجعله سهل ..

‏الماضي مؤلم _ بيدي الحاضر ..

‏الحياة مشاكل _ فرصة للتحدي ..

‏فشلت كثيرا _ لكن ،تعلمت كثيرا ..

تُصالِحك الأيام .. وتعقد الحياة معك هدنة سلام .. عندما تكون صادقًا مع نفسك قبل كل شيء .. عندما تقول لا لما ينبغي أن يُقَال له ذلك .. عندما تضع نفسك في الأماكن التي تحبها .. وتُحلِّق في الآفاق التي تنتمي إليها .. وتحيط ذاتك بما يلهمك ويبهجك .. عندما تكون أنت أنت ..

اسال  الله  العلي العظيم ان يصلح قلوبنا وان ينيررها بنور الايمان 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ابراهيم

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق