ماهي فلسطين وما قضيتها؟
فقضية فلسطين هي قضية جميع المسلمين، هي قضية تجمعت فيها كل المصائب، قضية أرتنا كلَّ عيوبنا، ووضحت خللنا وتناقضنا، قضية مصيرية ارتبطت بها كل القضايا.
1- فلسطين هي الأرض المقدسة، أرض الأنبياء الذين نحن -المسلمين- أحق بهم من كل من يدعي اتباعهم، فنحن أحق بموسى من اليهود المغضوب عليهم، وأحق بعيسى من النصارى الضالين.
2-فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وهو مسرى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كما قال الله سبحانه مبينًا الارتباط بين المسجدين: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
3- فلسطين هي ميراث الأجداد ومسؤولية الأحفاد، معراج محمدي وعهد عمري، فتحها المسلمون بعد وفاة الرسول بست سنوات فقط، وحكموها قرونًا طويلة، ثم احتلها الصليبيون فأخرجهم المجاهدون بقيادة صلاح الدين، ثم احتلها اليهود في عصرنا ولن يخرجوا إلا بالجهاد في سبيل الله.
أيها الأحبة: حديثنا اليوم عن فلسطين، فلسطين التي يُدمى جرحها كل يوم، فماذا فعلنا لها؟! ماذا قدمنا من التضحيات؟! هل أدينا أقل الواجبات؟! أو نقول بكل أسف: ماذا حققنا من التنازلات؟!
في الوقت الذي يُقتَّل فيه المسلمون شرقًا وغربًا وشامًا وعراقًا نرى كثيراً من المسلمين لاهين عن مصائبهم بإقامة المهرجانات السياحية والبطولات الرياضية والحفلات الغنائية، وكأن أمر إخوانهم المسلمين لا يعنيهم، فإلى الله المشتكى!!
لقد أتى على مسلمي فلسطين قرابة قرن من الزمن مرابطين في الثغور، مدافعين بأموالهم وأنفسهم عن البلاد المقدسة التي كُتب تاريخها بدماء الصحابة وأتباعِهم المجاهدين، تتابعت حكومات الإسلام في أرضها، وتعالت رايات الإيمان في ساحاتها، حاول الصليبيون كسرها فجاسوا خلال الديار، لكن المسلمين وقفوا لهم بالمرصاد، كان العلماء يحثونهم على الجهاد، وكان الأغنياء يبذلون أموالهم في الإعداد، وكان الحكام يقودون المجاهدين لنصرة دين رب العباد، أمثال عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز والظاهر بيبرس والمنصور سيف الدين قلاوون، وغيرهم من الأمراء الذين غرسوا في الأمة روح الجهاد فوقفوا درعاً أمام الحملات الصليبية حتى أخرجوهم من الأرض المقدسة.
ولكن ما حال بقية العرب والمسلمين؟! هل دعموا المجاهدين ونصروهم أو كانوا سببًا في حصارهم والتضييق عليهم؟!
نرى غفلة وتغافلاً وصمتاً وخوفاً وعجزاً وبخلاً إلا عن بعض المساعدات القليلة التي تُبعث من هنا وهناك.
إننا بحاجة إلى مراجعة للوضع وإصلاح للحال: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، فكيف يكون النصر ونحن نرى الجبن في النفوس واستجداء الحلول وتعليقها على دول صليبية وهي لا تفتر عن دعم اليهود ودولتهم منذ وجدوا؟!
أصبح كثير من قيادات الأمة ومناضليها المزعومين قليلي الدين، ضعفاء اليقين، يبيعون الحق والأمة بمنافع شخصية، هجروا ما أمرهم الله به في القرآن من إعداد القوة المادية والمعنوية للجهاد في سبيل الله، وسلكوا في قضية فلسطين مسالك المبادرات والمنظمات والتجمعات التي تتأرجح بين يمين ويسار بشعارات زائفة من العلمانية والوطنية والقومية والبعثية، اجتماعاتهم وقراراتهم تعِد ولا تُنجِز، وتقول ولا تفعل، وتشجب ولا تقاوم، قلوب شتى ووجوه متباينة.
لا يزالون في قضية فلسطين تائهين لأنهم تركوا الاعتزاز بالإسلام، وأصبحت آمالهم معلقة على دولة أمريكا راعية السلام، وكيف يرعى السلام أكبر دولة إرهابية عرفتها البشرية وثبت للعالم أجمع أنها لا توالي إلا اليهود؟!
من أسباب النصر ؟
وإن من أعظم أسباب نصر الله لنا أن ننصر دينه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
وإن الله ناصر دينه وعباده المؤمنين، كما قال -تبارك وتعالى-: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، وقال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)، وقال الله -ومن أصدق من الله قيلاً-: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).
وإن الله قادر على نصر المسلمين بلا جهاد ولا عمل بالأسباب كما قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)، ولكن جعل الله بحكمته للنصر أسبابًا، وأمر المسلمين أن يعملوا بها لينصرهم، فقد جعل الله لكل شيء سببًا: (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
القدس أغلى وأثمن وأكبر من أن تُترك لمفاوضات استسلام، قضيتنا في القدس لا تنفصل عن الإسلام، فليست أرضاً فلسطينية أو عربية فحسب، بل إنها قبل ذلك وبعده أرض المسلمين جميعاً.
بلاد الشام تشمل فلسطين وسوريا ولبنان والأردن وبعض جنوب تركيا كأنطاكية، وبلاد الشام كلها أرض مباركة،
احاديث صحيحة في فضائل بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين .
1- عن عبد الله بن عمر -رضي اللَّه عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا". قالوا: يا رسول الله: وفي نجدنا؟! قال في الثالثة: "هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان".
2- عن ابن حَوالة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سيصير الأمرُ إلى أن تكونوا جُنوداً مُجَندَةً: جندٌ بالشام، وجندٌ باليمن، وجندٌ بالعراق". قال ابن حَوَالة: خِرْ لي يا رسول الله! إن أدركت ذلك!! فقال: "عليك بالشام؛ فإنها خيرةُ الله مِنْ أرضه، يَجْتَبِي إليها خِيرتَهُ من عباده، فإن الله توكل لي بالشام وأهله". أخرجه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
3-عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أبيه -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إِذَا فسدَ أهلُ الشامِ فَلا خيرَ فِيكُمْ، لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي منصورين، لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم حَتَّى تقومَ الساعةُ".
4- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا وقعت الملاحِمُ بعث الله من دمشقَ بعثًا من الموالي، أكرم العرب فرسًا، وأجودهم سلاحًا، يؤيدُ الله بهم الدين". أخرجه ابن ماجه والحاكم واللفظ له، وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
5- عن النواس بن السمعان -رضي اللَّه عنه- قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدجال، فقال: "إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنها جواركم من فتنته"، قلنا: وما لبثه في الأرض؟! قال: "أربعون يومًا: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم"، فقلنا: يا رسول الله: هذا اليوم الذي كَسَنَةٍ، أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟! قال: "لا، اقدروا له قدره، ثم ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيدركه عند باب لد، فيقتله". أخرجه مسلم .
6- عن معاوية -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس". أخرجه البخاري ومسلم، وزاد البخاري في روايته وأحمد: فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال: سمعت معاذ بن جبل يقول: "وهم بالشام".
7- عن سلمة بن نفيل -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يرفع الله قلوب أقوام يقاتلونهم، ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله -عز وجل- وهم على ذلك، ألا أن عقر دار المؤمنين الشام".
8- عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "سَتَخْرُجُ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ من حَضْرَمَوْت تحشرُ الناس" قلنا: فماذا تأمرنا يا رسول الله؟! قال: "عليكم بالشام".
9- عن زيد بن ثابت -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "طوبى للشام"، قلنا: لأي ذلك يا رسول الله؟! قال: "لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها".
إن الأحداث الجارية اليوم في بلاد الشام اليوم ليست كبقية الأحداث، وإن القتل والدمار الذي يتعرض له المسلمون اليوم في سوريا ليس كبقية العالم، إن هذه الأحداث من علامات الساعة وتؤذن بالفتن والبلايا، واسمعوا هذا الحديث الصحيح عن ابن حَوالة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدَّسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك".
هذا ما استطعت أن أجمعه عن فلسطين وقضيتها وعلى كل فرد مسلم ان يعلم هذه الحقيقة وان ينشرها على اكمل وجه ،،،
قضية كل عربي مسلم
ردحذفقضية كل عربي مسلم
ردحذف