القائمة الرئيسية

الصفحات

الخوف من الله أمان


 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على افضل المرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين أما بعد:

الخوف من الله

إعلم أن كل واحد إذا خفت منه هربت منه، إلا الله فإنك إذا خفت منه هربت إليه ،فهو الخوف والمرجو في آن واحد فالخائف من الله هرب من ربه إلى ربه ((ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين))  ومن آثار الخوف أنه ينبت  من الغفلة صحوة ،ويبدل السيئة حسنة قال يحي بن معاذ ((مامن مؤمن يعمل سيئة إلا ويلحقها حسنتان :خوف العقاب ورجاء العفو ))ومن ميدان التذكير بالقول إلى ميدان التذكير بالضرب إن كانت النفس قد ملت سماع المواعظ واعتادت النوم والإمام يخطب ،فهذا سيد التابعين وزاهد العصر أبو مسلم الخولاني فقد علق في بيته سوطا يخوف به نفسه يقول :قومي والله لأزحفن بك زحفا حتى يكون الملل منك لا مني ،فإذا دخلت الفترة تناول سوطه وضرب به ساقه قائلا :أنتي أولى بالضرب من دابتي. 

فضل واحة الخوف :

علم الأفذاذ فضل هذه الواحة وبركة ثمارها فاستزادوا منها ونهلوا من معينها ،فزاد حزنهم وهطلت دموعهم وسالت أودية بقدرها، حتى جاءهم البشير :((وعزتي لا أجمع على عبدي أمنين ولا خوفين ،إن أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي ،وإن هو خافني في الدنيا امنته يوم أجمع عبادي ))وتتوالى الاعطيات الربانية والمنح الإلهية يسوقها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول((لا يلج أحد بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع )) لا يلجها بل لا يكاد يقترب من أبوابها حتى يصير آمن الناس غدا، سئل يحيى بن معاذ :من آمن الناس غدا ؟قال:((أشدهم خوفا اليوم ))

ولربما كان الرجل من أهل النار فجاءت دمعة في ميزانه فثقلته فيدخل الجنة ،فعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال:خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في صفة المدينة فقال:((إني رأيت البارحة عجبا..رأيت رجلا من أمتي هوى في النار فجاءته دموعه التي بكى بها في الدنيا من خشية الله فأخرجته من النار ))

وليست النجاة من النار فحسب ،بل الفوز بالجنة ((وأمامن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ،فإن الجنة هي المأوى ))ومن وراء هذه الجنة جنة أخرى ليتضاعف سرورك بالتنقل من واحدة إلى الاخرى :((ولمن خاف مقام ربه جنتان ))فعن عبد الله بن قيس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيهما:((جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما،وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ،وما بين القوم وبين ما ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن))فإن كنت ممن يخاف فهناك مظنة الخير وفرصة النجاة وأمل التوفيق ،وإن كنت ممن لا يخاف رددنا كلام سالم صاحب عمر بن عبدالعزيز لما دخل عليه وقد ولي الخلافة ،قال عمر :يا سالم إني أخاف أن لا أنجو.قال  سالم :((إن كنت تخاف فنعما، لاكني أخاف عليك ألا تخاف)) 

خوف مزيف :

لكن خوفا لايتبعه عمل وحسرة لا تولد حركة فهو خوف مزيف وحسرة كاذبة وحجة على صاحبها لا حجة له لان((من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل )) 

أدلج:سار أول الليل وهي كناية عن التشمير في الطاعة فهو خوف يدفعه إلى ضمأ النهار ومناجاة الأسحار واتبع ذلك كله بالاستغفار بهذا تلحق بالركب وإلى مكانك لن تبرح 

اللهم اجعلنا من الذين يخافونك فلا يعصونك أبدا 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ابراهيم

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق