بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله الصادق الأمين
أما بعد:
أن يكون الإنسان مسلما فهذه نعمة من الله من الله بها عليه فماذا يعني انتمائنا للإسلام :
أولا:أن أكون مسلما في عقيدتي :
صحة العقيدة شرط لازم من شروط الإنتساب لهذا الدين فعلى المسلم أن يؤمن بما آمن به السلف الصالح وأئمة الدين المشهود لهم بالفهم السليم لدين الله عز وجل وحتى يكون الإنسان مسلما في عقيدته فإنه يوجب عليه:
١-الإيمان بأن خالق الكون إله قادر عليه قيوم بدليل الابداع والتناسق قال تعالى((لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ))
٢-أن أكون مؤمنا بأن الخالق سبحانه لم يخلق الكون عبثا قال تعالى((أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ))
أن أكون مؤمنا بأن الله سبحانه أرسل الرسل وأنزل الكتب لتعريف الناس بربهم قال تعالى((ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ))
٤-أن أكون مؤمنا بأن الهدف من الحياة هو معرفة الله عز وجل قال تعلى((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ،ما أريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ))
٥-أن أكون مؤمنا بأن جزاء المؤمن هو الجنة وجزاء الكافر هو النار قال تعالى((فريق في الجنة وفريق في السعير))
٦-أن أكون مؤمنا بأن الإنسان يكسب الخير والشر باختيار ولكنه لا يوقع الخير إلا بتوفيق من الله ولا يوقع الشر جبرا على الله قال تعالى((قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها ))
٧-أن تعرف على الله من أسمائه وصفاته فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن لله تسعا وتسعين أسما-مائة إلا واحد - لا يحفضها أحد إلا دخل الجنة ،وهو وتر يحب الوتر )
٨-أن أتفكر في خلق الله وليس في ذاته "تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله فإنكم لن تقدروا قدره "
٩-أن أعتقد أن رأي السلف الصالح واجب الاتباع وأن نثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه وما أثبته له رسول الله من غير تأويل ولا تشبيه أو تعطيل
١١-أن أعبد الله ولا أشرك به شيئا قال تعالى((ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))
١٢-أن أخشاه وحده خشية تبعدني عن المحارم قال تعالى((ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون))
١٢-مداومة ذكره لأن الذكر هو العلاج النفسي الأقوى أمام عاديات الزمن قال تعالى((ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ،وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ))
١٣-أن احب الله حبا يجعلني متعلقا به مما يحفزني إلى التزود من الخير والى التضحية والجهاد في سبيله ولا يمنعني من ذالك حطام الدنيا قال تعالى ((قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين))وطمعا في حلاوة الإيمان:"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،أن يحب المرء لا يحبه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار "
١٤- أن أتوكل على الله فى كل حالاتي قال تعالى((ومن يتوكل على الله فهو حسبه ))
١٥-أن أشكر الله على نعمه وأفضاله لأن الشكر واجب على العبد تجاه المعبود قال تعالى ((والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والافئدة لعلكم تشكرون ))
١٥- أن أستغفر الله لأن الاستغفار كفارة الخطايا مجدد التوبة قال تعالى ((ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ))
١٦-أن أراقب الله في سري وجهري مستشعرا قوله تعالى ((ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ))
ثانيا:أن أكون مسلما في عبادتي :
العبادة هي نهاية الخضوع وقمة الشعور بعظمة المعبود وحتى أكون مسلما في عبادتي فإنه يوجب الاتي :
١-أن تكون عبادتي حية متصلة بالمعبود وهذه هي درجة الإحسان في العبادة
٢-أن تكون عبادتي خاشعة ،قالت عائشة رضي الله عنها :(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة كأنه لم يعرفنا ولم نعرفه )
٣- أن أكون في عبادتي حاضر القلب منخلعا من المشاغل وإلى هذا يشير الرسول صلى الله عليه وسلم :((ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها )).
٤- أن أكون في العبادة طامعا لاأقنع، أتقرب الى الله بالنوافل استجابه لقوله تعالى في الحديث القدسي :((من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ،وما تقرب إلي عبدي بشي أحب إلي مما أفترضته عليه ،وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده الذي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ،وإن سألني لاعطينه وإن استعاذني لأعيذنه ،وماترددت عن شيء انا فاعله ترددى عن نفس المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته))
٥- أن أحرص على قيام الليل حيث وصف الله المؤمنين بقوله ((كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ،وبالاسحار هم يستغفرون ))
٦-ان أتلوا القرآن وخاصة عند الفجر :((إن قرآن الفجر كان مشهودا ))ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول((إن هذا القرآن مأدبة الله فأقبلوا على مأدبته مااستطعتم،إن هذا القرآن حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاةلمن اتبعه
ويوصي أبا ذر :((عليك بتلاوةالقرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء ))
ثالثا:أن أكون مسلما في أخلاقي:
لانه لا قيمة لإيمان بلا خلق كما ورد في قول الحسن البصري،ذكره البخاري في صحيحه :((ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ))فبدون الخلق تصبح العبادات حركات لا قيمه لها ،ولقد ورد في الصلاة قوله تعالى ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر))
رابعا:أن أكون مسلما لله تبارك وتعالى في شريعتي :
معنى ذلك أن أعتقد إعتقادا جازما بأن التشريع حقا لله تعالى وحده ،قال تعالى((وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذر هم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ))
ولما كان الله تعالى هو الخالق وحده لكل شيء لذالك وجب أن يكون له الأمر أيضا في كل شيء قال تعالى((ألا له الخلق والأمر))
اللهم إنا نسألك المداومة على طاعتك
تعليقات: (0) إضافة تعليق