القائمة الرئيسية

الصفحات

اهمية جهاد النفس وكيفية وماالغاية منه

ال الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين محال معرفة الله ومعادن حكمة الله عز وجل وبعد. 

أخي القارئ بين يديك مقالة صغيرة حوت بين دفتيها كبرى التعاليم الإلاهية ،وأسس الإسلام في جهاد النفس البشرية ،وفي هذه المقالة خلاصة الركائز والخطوط العامة في جهاد النفس فإلى عشاق المعرفة الإلاهية أقدم هذه المقالة المتواضعة راجي من الله تعالى القبول وأن تبلغ هذه المقالة غايتها وهي تفوح بشذى الهداية والولاية لكل ذوق سليم وحاسة صحيحة.

جهاد النفس الحقيقي

١-أهمية جهاد النفس

يقول أحدهم ((إن العلم وتهذيب النفس هما اللذان يوصلان الإنسان إلى مرتبة الإنسانية..عليكم أن تصلحوا أنفسكم لتتمكنوا من القيام ولا يكون الإصلاح إلا باتباع أحكام الله))

هنا يتضح جانبان:

الاول:أن الوصول إلى الهدف المقدس والمقصود الإلهي الذي يتمثل بالعبودية الحقة لا يمكن دون عملية المجاهدة،شرط أن تكون مقرونة بالعلم حيث أن كل منهما ضرورة للآخر ،والعلم أصل كل خير ،ولا ينال ما عند الله إلا بالعمل .

والثاني:أن من أعظم معوقات الإصلاح الكبرى في المجتمع ،عدم تهذيب النفوس ،بل لا يمكن البدء إلا من عندها قبل الإنتقال إلى الميادين العامة والإنطلاق من خلالها 

لذلك حظيت مسألة جهاد النفس بأهمية بالغة في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة.

فأما الكتاب الكريم:ومما نزل في ذلك حاكيا عن جزاء التزكية والمجاهدة قوله تعالى:((ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ، جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ))وبعد أحد عشر قسما عز من قائل :((ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها ))وما كان ذلك ليتم لولا فضل الله سبحانه :((ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم )) ويقول أحدهم وهو يوصي إبنه وهو يوصينا كذلك (( إعلم أنه ليس لأي موجود من الموجودات بدء من غيب عوالم الجبروت وإلى ما فوقها أو تحتها شيء من القدرة أو العلم أو الفضيلة وكل ما فيها من ذلك إنما هو منه جل وعلا ))

وأما السنة الشريفة:

فقد جاء عن النبي صلى الله عليه  وسلم أنه رأى بعض أصحابه منصرفا من بعث كان بعثه وقد انصرف بشعته وغبار سفره وسلاحه عليه يريد منزله فقال صلى الله عليه وسلم :((إنصرفت من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر))، فقال له:أو جهاد فوق الجهاد بالسيف؟!قال صلى الله عليه وسلم :(( نعم جهاد المرء نفسه )) وعنه صلى الله عليه وسلم :(( أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه )) وهو سبب السعادة كما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام:(( اعلموا أن الجهاد الأكبر جهاد النفس فاشتغلوا بجهاد أنفسكم تسعدوا))

٢-ماهو جهاد النفس

في اللغة:الجهاد على وزن فعال مأخوذ من الجهد بالضم وهو المشقة البالغة ، والجهد بالفتح الأرض الصلبة ، وبالفتح  والضم:الطاقة ومنه قوله تعالى :((والذين لا يجدون إلا جهدهم )) والظاهر أن جميع هذه المعاني ترجع إلى أصل واحد وهو الشدة إما في ذات الشيء أو في التعامل معه ومعالجته ، كما يظهر أنه موضوع في أصل اللغة لمطلق بذل الجهد بدنيا كان أو نفسيا أو عقليا أو ماليا في مجال الخير أو في مجال الشر ، فهو حقيقة لغوية في هذا المعنى العام الجامع وليس في خصوص بذل الجهد لمخالفة الهوى دون غيره 

وعند أهل المعرفة:عبارة عن تزكية النفس بترويضها على الطاعات ومخالفة نوازعها  الشريرة وأهوائها.

٣-غاية جهاد النفس 

إن ما تقدم من التأكيد والتشديد على جهاد النفس يكشف أن هناك غاية متوقفة على ذلك ولا يمكن بلوغها دونه ألا وهي السعادة السرمدية يقول:((إن الإنسان إذا فكر لحظة واحدة ، عرف أن الهدف من هذه النعم هو شيء آخر وأن الغاية من هذا الخلق أسمى وأعظم ، وأن هذه الحياة الحيوانية ليست هي الغاية بحد ذاتها وأن على الإنسان العاقل أن يفكر بنفسه وأن يترحم على حاله ونفسه المسكينة ويخاطبها قائلا :أيتها النفس الشقية التي قضيت سني عمرك الطويلة في الشهوات ولم يكن نصيبك سوى الحسرة والندامة ابحثي عن الرحمة واستحي من مالك الملوك وسيري قليلا في طريق الهدف الأساس المؤدي إلى حياة الخلد والسعادة السرمدية ولا تبيعي تلك السعادة بسنوات أيام قليلة فانية))

٤-ساحة جهاد النفس

إن ساحة الجهاد الأصغر محدودة في بقعة الحرب وخاصة لموازين مكانية وزمانية وشرائط خاصة وهي ليست دائمية على الإطلاق ، أما ساحة الجهاد الأكبر إضافة إلى شمولها لما تقدم هي أوسع وأصعب وأهم كيف لا؟!وهي الإنسان الذي قيل فيه:

أتحسب أنك جرم صغير

وفيك انطوى العالم الأكبر 

بكل ما يحمل من أبعاد في مملكة الباطل ومملكة الظاهر اللتين سيأتي الحديث عنهما في فصل مستقل((هناك دائما جدال ونزاع بين هذين المعسكرين (معسكر العقل ومعسكر الجهل)والإنسان هو ساحة حربهما ، فإذا تغلبت جنود الرحمن كان من أهل السعادة والرحمة وانخرط في سلك الملائكة وحشر في أسرة الأنبياء والأولياء والصالحين وأما إذا تغلب جنود الشيطان ومعسكر الجهل كان الإنسان من أهل الشقاء والغضب (مغلوب لله سبحانه)وحشر مع زمرة الشياطين والكفار والمحرومين)) ولا يتوهم أن هذا الصراع حينما يشب في جانب يخلو منه آخر وإنما قد يكون وهو كذلك في غالب الأحيان في جوانب عديدة في آن واحد حيث يجري في التعامل مع الذات والناس والخالق تعالى كما أنه ينبسط في سائر تقلبات العيش من الصناعات والتجارات والإجتماعيات وما شابهها.

٥-أطراف الصراع في جهاد النفس 

٦-ضرورة الجهادين:الأكبر والأصفر

لانه لا غنى لأحد الجهادين عن الآخر ، بمعنى أن العاجز عن إقناع نفسه وتوطيدها على تحمل المكاره في مواجهة جيوش الأعداء هو عاجز لا محالة عن الإنتصار في معركة كبح جماح النفس ويؤكد ضرورتهما معا خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للذين قضوا الجهاد الأصغر بأنه بقى عليهم الجهاد الأكبر أي أنه واجب عليهم لا يحق لهم تركه ، وللذين لم يقضوا الجهاد الأصغر سواء كانوا منشغلين بالتزكية والأوراد والمجاهدات أو لا بأن الله البسهم ثوب الذل ومرحبا في دينهم ..لأنهم تخلوا عما هو مطلوب منهم فنهج الإسلام قائم على العمل في شتى الميادين التي بها التكليف الإلهي وليس في الاعتزال والإنزواء بدعوى تصفية النفس والإنشغال بها عن غيرها ، وإن كان تخصيص بعض الأوقات للإختلاء بالله تعالى أمرا لا بد منه كصلاةالليل و الإستغفار بالأسحار 

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ابراهيم

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق