رقابة الله هي الاختبار االحقيقي لايمانك
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدً يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
- أما بعـــد أيهــا المؤمـنون: ↶
ـ ماذا لو عرف العباد خالقهم، ماذا لو تعرفوا على ربهم، ماذا لو قدروا الله حق قدره، لو أدركوا فضل الله ونعمة الله، ورحمة الله عليهم، ماذا لو تأملوا جيداً في أنه ربما يحسن إنسان لآخر بإحسان أيا كان، لربما أمره بسيط، فيستحي منه المحسَن إليه ويحرج طول الدهر، ولربما لا يقدر على مواجهته؛ حياء منه، هذا وهو أمر بسيط تافه أعطاه منه، كيف لو أعطاه العظيم، والغالي، والنفيس، كأن يهب له مثلاً بيتا أو سيارة فخمة أو شيئا عظيما في عينه، ربما لسخر نفسه من تلك اللحظة في مصلحة ذلك المعطي، فكيف بالله من وهب، ومن أعطى، ومن أغنى، ومن أصح، ومن أوجد، ومن أحيا، ومن أسعد، ومن أضحك، ومن أسر، ومن ومن… أين ذلك الإنسان الظلوم، الجهول، الجحود لربه جل جلاله أعطاه عطاياه كلها ﴿وَسَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ جَميعًا مِنهُ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾، وأعظم عطية حياته، بأن ذلك الإنسان حي يرزق، أنه صحيح معافى، أن غيره في المستشفى يئن مريضاً، تعيسا، مهموما، مؤلَما، موجعا، في جراحاته، وآهاته، أن غيره فقير يعيش في الشوارع، مثلاً لا قوت له، ولا يجد مسكناً، بينما فلان وفلان وفلان هو في رزق، هو في سعة، هو في عطاء، هو في صحة، هو في غنى، والآخر في فقر، وفي مرض، وفي ألم، وفي حسرة، لم يذق طعم الحياة ولذة الدنيا…
فكيف يستحي إنسان من آخر أحسن إليه بشيء بسيط ولا يستحي من الله الذي وهبه كل شيء ﴿وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيهِ تَجأَرونَ﴾، لكن صدق الله تبارك وتعالى: ﴿يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ وَلا يَستَخفونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيِّتونَ ما لا يَرضى مِنَ القَولِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعمَلونَ مُحيطًا ها أَنتُم هؤُلاءِ جادَلتُم عَنهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا فَمَن يُجادِلُ اللَّهَ عَنهُم يَومَ القِيامَةِ أَم مَن يَكونُ عَلَيهِم وَكيلًا﴾، من أين أعطاك ذلك الإنسان الذي وهب لك ما وهب، وأعطى له ما أعطى إلا من الله تعالى…
ثم ألا يتفكر الإنسان في المنعم جل وعلا من ترك نعمه له من سمع وبصر وقدم ويد... بينما أُخذ من غيره من صحة، من غنى، من سعادة، من طمأنينة، من مسكن، من نعم كثيرة حُرمها، بينما ذلك الإنسان يتنعم بها، فمَن شكرها، ومن ذا أحسن إلى المحسن جل جلاله، و﴿هَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلَّا الإِحسانُ﴾، إحسان فيما بيننا وبين الخلق، فما بالنا نقصر في إحساننا بيننا وبين الخالق جل جلاله، الذي لا إحسان الا إحسانه، ولا عطاء إلا عطاؤه، ولا منح إلا منحه، ولا منع إلا منعه تبارك وتعالى….
أين نحن من هذا، ثم نجرؤ على معصية ربنا، ونبارزه بالمعاصي والذنوب، وقد نرتكب ما نستطيع أن نرتكب أمام الخلق، ثم نبارز الله بما نبارزه من معاصي بل كبائر نستحي أن نبارز الخلق بتلك المعاصي، نستتر عن أعين الخلق ولا نستتر عن أعين الملك الحق جل جلاله، ﴿أَلَم يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرى﴾، أخشينا الخلق والله أحق: ﴿أَتَخشَونَهُم فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، هل أمنا عذابه، ونقمته، وبطشه، أن يأخذنا فجأة وفي لحظة وما ذاك عليه بعزيز: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾، ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَديرًا﴾، ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم وَيَأتِ بِخَلقٍ جَديدٍ وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزيزٍ﴾، ماذا ننتظر أيها الناس، ماذا ينتظر العاصي، ماذا ينتظر المذنب، المقصر، المسرف المفرّط في جنب الله جل وعلا ، أما قرأ قول الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ أَهلُ القُرى أَن يَأتِيَهُم بَأسُنا بَياتًا وَهُم نائِمونَ أَوَأَمِنَ أَهلُ القُرى أَن يَأتِيَهُم بَأسُنا ضُحًى وَهُم يَلعَبونَ أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ﴾، أما سمع قوله تعالى: {أَأَمِنتُم مَن فِي السَّماءِ أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ فَإِذا هِيَ تَمورُ﴾، أما وصله النبأ الرباني: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرونَ أَو يَأخُذَهُم في تَقَلُّبِهِم فَما هُم بِمُعجِزينَ﴾، إلى أين، وإلى متى!.
أيها الإخوة لسنا في ذنوببنا ومعاصينا في حصانة من ربنا جل جلاله، ولا أحد محصن من المولى تبارك وتعالى أن لا ينزل عليه العقاب إن خالف سنن الله، إذا كان آدم عليه السلام، وهو نبي الله، ومن نفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنه في جنته أصاب معصية واحدة فأخرجه من جنة عرضها السماوات والأرض، فكيف بذنوبنا، كيف بمعاصينا، وكم نذنب اصلا،ً أنه يجب أن ندرك يقينا أن الله لا يحابي احدا ابداً، لا يظلم أحدا، ﴿وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ﴾، بل: ﴿ إِنَّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ فَتَكُن في صَخرَةٍ أَو فِي السَّماواتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ﴾، وفوق هذا: ﴿وَآثارَهُم وَكُلَّ شَيءٍ أَحصَيناهُ في إِمامٍ مُبينٍ﴾، فإلى أين وكم هي ذنوبنا، ومعاصينا، ولسنا بأكرم من أنبياء الله، كآدم عليه السلام، أو من أولياء الله كبلعام بن باعوراء: ﴿وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ وَلَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخلَدَ إِلَى الأَرضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث ذلِكَ مَثَلُ القَومِ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾…
وهذا الإمام الشافعي عليه رحمة الله الذي عصى معصية واحدة هي نظرة لحرام وساق امرأة في زحمة السوق نظرة خاطفة، فأذهب الله عليه بركة حفظه، وفهمه، ونبوغه وذكاه، حتى قال له الإمام مالك عليه رحمة الله "يا أبا عبدالله إني أرى عليك نور الطاعة، فلا تطفؤه بظلمة المعصية"، فلا نطفئ نعم الله وفضل الله، وعطاء الله علينا بذنوبنا، وبمعاصينا، فلا أحد أبداً محصن عنده حصانة فلا يمكن أن تأتيه العقوبة الإلهية القاصمة: ﴿نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ وَأَنَّ عَذابي هُوَ العَذابُ الأَليمُ﴾، ﴿أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ﴾، ذلك الذي يعصي، ويعصي ويستمر أأمن مكر ربه جل جلاله، أن يأخذه، أن يمكر به، أن يبطش به، أن يأخذ عليه عينه، لسانه، يده، قدمه، اي نعمة منه جل جلاله، لأنه الواهب، لا ندري متى يقطعها تبارك وتعالى، كم من الناس سمعنا عنهم في لحظات توفوا، أو أُخذ منهم سمع، أو بصر، أو عقل، أو أي شيء من عطاء الله، وفي لحظة، ونحن ما يضمن لنا إن عصيناه….
إنها نعم الله تبارك وتعالى علينا، فهل! قدرناها، وهل حفظناها، وحافطنا عليها، وهل رعيناها حق رعايتها فوجب شكرها، وعدم كفرانها، بما يصدر منا من معاصي وذنوب وخطايا: ﴿وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾، وهو وعيد شديد، وأمر أكيد، فيا من وهبك الله الصحة العافية المال البيت الأهل الأولاد.. وأي نعمة كانت حافظ على نعمة ربك ولا تضيعها بمعصيتك لها فتخسر نعمه عليك…
ثم يكفي المذنب أنه يتعرض لليأس من رحمة الله، والقنوط من فضل الله، وهي كبيرة جليلة وخطيرة ﴿ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ﴾، ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾، والأعظم من هذا أنه يستهين بالله، ينظر يمينا يساراً، أماماً، خلفاً، وينظر في كل مكان، لكنه ينسى أن ينظر إلى فوقه، إن ينظر إلى ربه، إن ينظر إلى السماء، إلى أعلى: ﴿يَخافونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ ۩﴾، ذاك نسي من فوقه، وأصبح يراقب حوله، وهو لا يعلم أو يعلم حقيقة وإن كان يتجاهل هذه الحقيقة ان الله يراقبه: ﴿أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم لِيَستَخفوا مِنهُ أَلا حينَ يَستَغشونَ ثِيابَهُم يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَما يُعلِنونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾، ﴿يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ وَلا يَستَخفونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيِّتونَ ما لا يَرضى مِنَ القَولِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعمَلونَ مُحيطًا﴾، وأن ملائكتة تكتب عليه: ﴿ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ﴾، ﴿وَإِنَّ عَلَيكُم لَحافِظينَ كِرامًا كاتِبينَ يَعلَمونَ ما تَفعَلونَ﴾، ﴿وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً ﴾، فهل استحينا من الله، من ملائكة الله، من عباد الله، من أنفسنا أن نلطخ بها في نار جهنم، وفي قاذورات منته، زائلة، لذات ثم حسرات وزفرات وندامات، وهي لذة لحظات… وليس بعاقل إنسان يعصي ربه للحظات، ثم يحل عليه سخط، وغضب، ونقمة ربه تبارك وتعالى في الدنيا وفي الآخرة، ليس بعاقل الذي يبيع جنة عرضها السماوات والأرض بلحظات بلذة ثواني في الحرام ثم ينسى كل شيء، وتبقى مسجلة في صحائف خعماله لذلك اليوم الشديد: ﴿يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَ إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾، وأي سلامة لقلب لم يراقب ربه، ولم يلتفت إليه، ولم يستح من نظره، ولم يراقبه حق المراقبة... أقول قولي هذا وأستغفر الله..
ـ الخــطبــــة الثانيــــة ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… العاصي لربه، ذلك الذي بارز الله تبارك وتعالى بمعاصيه، في خلوة، وفي ستر هو أحد رجلين في الحقيقة، أما أنه كفر بربه، فيقول لا يراني وهو كفر لا شك فيه، فيقول لا يراني لا ينظر إلي، لا يطلع علي، ليس يعلم شأني، أو أنه يعلم أن الله يراه، وينظر إليه، ويطلع عليه، لكنه يستهين به، لا يأبه به، كأنه لا شيء عادي طبيعي، لا أخاف منك، لا أحذرك، لا أهابك أبدا افعل ما شئت، كأنه يقول هكذا، وكلاهما خطير فهو واقع بين جرم الكفر، أو بين جرم الكبيرة الخطير بأنه يستهين بربه، يستهين بمولاه، يستهين بخالقه، يستهين بمن ينظر إليه، ويطلع عليه، ويعلم حاله، من ﴿ لا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ وَلا فِي السَّماءِ﴾، من ﴿يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَما تُخفِي الصُّدورُ﴾، إي و الله هذه حقيقة، يجب أن يدونها المسلم دائما في ذهنه، كلما خلى بربه، أين الله، الله يراني، الله ينظر إلي، شعاره: ﴿قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ﴾…
أخيراً لا يفوتني أن أذكر قوله صلى الله عليه وسلم العظيم والخطير والشديد في حديث ثوبان، عندما حدث صلى اللهُ عليه وسلم الصحابة عن ذلك الحديث المفجع، الموحش، الخطير: "لأعلمن أقواما يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله هباء منثورا"قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: "أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها"، ما أن يختلي بربه حتى يعصيه، ما أن تتاح له فرصة لمعصية ربه حتى يعصيه، وذلك إنسان على خطر عظيم، لأن حسناته تلك ذاهبة هباء منثورا، ولو كثرت.
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام علية، لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾… والحمد لله رب العالمين…
تعليقات: (0) إضافة تعليق