اهل الايمان في شعبان
من هم اهل الايمان في شعبان ؟
1- أهل الإيمان، لهم نفحات يتعرضون بها، ويتعرضون فيها في دهرهم إلى ربهم.
2- أهل الإيمان لهم نفحات في دهرهم، يتقربون فيها إلى ربهم، ويتعرضون فيها لما يجلب لهم رضا الله -سبحانه وتعالى-، ففي شهر شعبان حدثت أحداثٌ وحوادث، ووقعت وقائع، وجرت أمور على مرِّ السنين والأعوام.
إنهم يعرفون حقيقة شهر شعبان
فشعبان شهرٌ يسبق رمضان .
3- أهل الإيمان: الصيام فيه صام، اتباعا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي قال له أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ -رضي الله تعالى عنه-: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ -فهو يصوم في كل الأشهر، لكنه يصوم في شهر شعبان أكثر- قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"
وفي رواية عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: "كان يصوم شعبان كلَّه، وكان يصوم شعبان إلا قليلا"[متفق عليه].
يعني كأنه يصوم شهر شعبان كله، إلا قليلا منه، والرواية هنا: تثبت أنه وكأنه لم يتم شهرا، إلا شهر رمضان قط.
4- أهل الإيمان يعلمون: أنَّ صيامهم هذا ما هو إلاَّ لاستقبالِ شهرِ الصيامِ والحسناتِ والخيرات، بالصيامِ والأعمالِ الصالحات، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ -أي في بقية الأيام، والشهور- حَتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ"
5- أهل الإيمان: إن قصَّروا في الصيام في أوائل شعبان، فلا يصومون بعد انتصافه، لنهي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ، فَلا تَصُومُوا"
6- أهل الإيمان من أبعد الناس عن الأخلاق الذميمة، والصفات القبيحة، والآداب السيئة، دائما وأبدا، وفي مواسم الخير على وجه الخصوص، فلا شرك عندهم أكبر، لا يشركون بالله، ولا أصغر، ولا مشاحنة عندهم، ولا ابتداع عندهم؛ لأنهم يبحثون عن عفو الله وغفرانه، وصفحه ورضوانه، وذلك أن ليلة النصف من هذا الشهر، شهر شعبان لها شأن عظيم؛ حيثُ أخبر صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: "إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ؛ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ"[ابن ماجة (1390)].
وأَكَّدَ ذلك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -مبينا المحرومين من المغفرة- بقوله الآخر: "يَطْلُعُ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيُمْهِلُ الْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدْعُوهُ"
أهل الأحقاد يتركهم، حتى يتركوا الأحقاد، ويرفعوها من قلوبهم.
فـ"المشرك: هو كلُّ من أشرك مع الله شيئا في ذاته -تعالى- أو في صفاته أو في عبادته.
والمشاحن: قال ابن الأثير: هو المعادي.
والشحناء: العداوة، والتشاحن تفاعل منه.
"ويتعين على -أهل الإيمان-: أن يجتنبوا الذنوب التي تمنع من المغفرة، وقبول الدعاء -عامة-، وفي تلك الليلة -ونحوها خاصة- وقد روي أنها -الذنوب التي تمنع من المغفرة-: "الشرك وقتل النفس والزنا".
وهذه الثلاثةُ أعظمُ الذنوب عند الله، كما في حديث ابن مسعود المتفق على صحته؛ أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أيُّ الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك" قال: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك" قال: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك".
فأنزل الله -تعالى- ذلك: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا)
7-أهل الإيمان من أبعد الناس عن- الذنوب المانعة من المغفرة -ومنها-: الشحناء! وهي حقد المسلم على أخيه، بغضا له لهوى نفسه؛ لأن ذلك يمنع أيضا من المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم (2565) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا".
-فهنيئا لأهلِ الإيمان الذين صُدُورُهم سليمةٌ- من أنواع الشحناء كلِّها، وأفضلِها السلامةُ من شحناء -اتصف- أهل الأهواء والبدع، التي تقتضي الطعنَ على سلف الأمَّة، وبغضَهم والحقدَ عليهم، واعتقادَ تكفيرِهم أو تبديعِهم وتضليلِهم، ثم يلي ذلك سلامةُ القلب من الشحناء لعمومِ المسلمين، وإرادةُ الخير لهم، ونصيحتُهم، وأن يحبَّ لهم ما يحبُّ لنفسه، -هكذا هم أهل الإيمان- وقد وصفهم الله -تعالى- بأنهم: (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
وفي سنن ابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَي النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ" قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ؛ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟! قَالَ: "هُوَ التَّقِىُّ النَّقِي، لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْىَ، وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ".
قال بعض السلف: "أفضلُ الأعمال سلامةُ الصدور، وسخاوةُ النفوس، والنصحُ للأمة".
وبهذه الخصال بلغ من بلغ، لا بكثرة الاجتهاد في الصوم والصلاة.
اعمال تبعد العبد عن الرحمه والمغفرة:
1- الشرك، فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ).
2- القتل؛ فـ"لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ".
3- الزنا؛ فحذارِ حذارِ من التعرض لسخط الجبار، الخلق كلُّهم عبيد الله وإماؤه، والله يغار: "يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ؛ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ تَزْنِي، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا"[صحيح البخاري (5221)].
4- الشحناء؛ فأهل الإيمان ليسوا من أهلها.
فيا من أضمر لأخيه السوء، وقصد له الإضرار: لا تنس قول الله -جل في علاه-: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ).
يكفيك حرمانُ المغفرة في أوقات مغفرة الأوزار.
خابَ عبدٌ بارَزَ المـَوْلَى بأسبابِ المعاصي
ويحَه ممَّا جناهُ لم يخفْ يومَ القصاصِ
يومٌ فيهِ ترعُدُ الأقدام من شيبِ النواصي
لي ذنوبٌ في ازديادِ وحياةٌ في انتقاص
هؤلاء هم اهل الايمان والصلاح نسال من المولى ان نكون من هولاء ولله يرجع الامر كله والله ولي التوفيق
تعليقات: (0) إضافة تعليق