القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل وثمار تزكية النفس

 

ماهي تزكية النفس؟

إذا فتزكية النفس من أعظم الأمور التي ينبغي أن يحرص عليها العبد، فهي أعظم رسالة جاءت في تلك السورة.



أيها الإخوة الاحباب: لا بد أن نستشعر معاني تلك الأقسام التي أقسمها الله -تعالى-، حتى نستفيد ونحن نسمع أو نقرأ تلك السورة، والله -تعالى- أكد على ذلك في الآية بلفظ التأكيد والتقرير: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} 


نعم إن اللهُ -جَلَّ وَعَلَا- أَقْسَمَ بسَبْعَةَ أَقْسَامٍ مُتَوَالِيَةٍ عَلَى قَضِيَّةٍ هِيَ قَضِيَّةُ الْعُمُرِ بِالنِّسْبَةِ لِلْإِنْسَانِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} 


فَهَذَا هُوَ الْمُقْسَمُ عَلَيْهِ، وَهِيَ الْقَضِيَّةُ الْأَخْطَرُ فِي حَيَاةِ كُلِّ إِنْسَانٍ؛ لِأَنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بَيَّنَ أَنَّ الْفَلَاحَ مَرْهُونٌ بِهَا، وَأَنَّ الْخَيْبَةَ وَالْخُسْرَانَ فِي مُجَانَبَتِهَا، وَأَنَّ مَنْ زَكَّا نَفْسَهُ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ.

وَالتَّأَمُّلُ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَزِيدُ الْإِيمَانَ، يَزِيدُ تَزْكِيَةَ النَّفْسِ، يَزِيدُ الْمَرْءَ قُرْبًا مِنَ اللهِ، وَخُشُوعًا لَهُ، وَإِنَابَةً وَإِقْبَالًا عَلَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. 


وَمِمَّا تَزْكُو بِهِ النَّفْسُ، وَيَزِيدُ بِهِ الْإِيمَانُ/ الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ، وهي كلها عبادات لله عز وجل، وَقَدْ جَعَلَهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ مَوْصُولَةً، وَجَعَلَ اللهُ لِهَذِهِ الْعِبَادَاتِ الَّتِي اِفْتَرَضَها عَلَيْنَا، وَالَّتِي نَدَبَ إِلَيْهَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، جَعَلَ لَهَا مَرْدُودًا فِي تَزْكِيَةِ النَّفْسِ، وَفِي تَطْهِيرِهَا، وَبُعْدِهَا عَمَّا يُشِينُهَا دُنْيَا وَآخِرَةً.


 نَفسُ الإِنسَانِ الَّتي بَينَ جَنبَيهِ، عَالَمٌ مِنَ العَجَائِبِ وَالغَرَائِبِ، بَل هِيَ مُعجِزَةٌ مِن مُعجِزَاتِ الخَلقِ، لا يَعرِفُ حَقِيقَتَهَا غَيرُ خَالِقِهَا الَّذِي سَوَّاهَا، فَأَلهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقوَاهَا، وَمِن أَعجَبِ مَا في تِلكَ النَّفسِ، مَا تَنطَوِي عَلَيهِ مِن صِفَاتٍ مُتَغَايَرَةٍ، وَمَا تَحمِلُهُ مِن سِمَاتٍ مُتَضَادَّةٍ، وَمَا يَعتَرِيهَا مِن إِقبَالٍ وَإِدبَارٍ وَشِرَّةٍ وَفَترَةٍ، وَطِيبٍ وَخُبثٍ وَأَمرٍ بِالسُّوءِ وَاطمِئنَانٍ إِلى الخَيرِ، وَمِن ثَمَّ فَقَد تَعَامَلَ المَنهَجُ التَّربَوِيُّ الإِسلامِيُّ، مَعَ النَّفسِ بِكُلِّ هَذِهِ الاعتِبَارَاتِ، فَجَمَعَ لَهَا بَينَ التَّرغِيبِ وَالتَّرهِيبِ، وَزَاوَجَ في تَهذِيبِهَا بَينَ الرَّجَاءِ وَالخَوفِ، وَرَغَّبَهَا وَرَهَّبَهَا، وَالإِنسَانُ يُولَدُ عَلَى الفِطرَةِ، فَإِذَا قُدِّرَ لَهُ مَن يُذَكِّرُهُ بِالخَيرِ وَيَدُلُّهُ عَلَيهِ، استَقَامَت نَفسُهُ عَلَى طَرِيقِ الهُدَى وَاستَحسَنَتهُ وَأَلِفَتهُ، وَإِن لم يَجِدْ مَن يُذَكِّرُهُ أَو وَجَدَ مَن يَمِيلُ بِهِ، مَالَت نَفسُهُ إِلى طَرِيقِ الفُجُورِ وَاستَمرَأَتهُ وَرَكَنَت إِلَيهِ. 

ماهي اهمية تزكية النفس؟

 أهمية تزكية النفس أن الله تعالى نسب تزكية النفوس إلى نفسه؛ حيث قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} .


وكذلك فإن اهمية تزكية النفس تنطلق من أن أهم الغايات التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تزكية النفوس؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} 


وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها» 

فكانت تزكية النفوس - أي: تطهيرها من أدرانها وآفاتها - واحدة من مهمات النبي صلى الله عليه وسلم والدعاة من بعده....


وزكاة النفوس مرادفة لطهارة القلوب، والمقصود بها تطهير القلب من الشرك والمعاصي والأخلاق الرذيلة لتصل إلى النتيجة في الآخرة قال تعالى:{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }...... 


نعم وتزكية النفوس وإصلاح القلوب من أهم المهمات وأعظم الواجبات ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "،....


ولذلك كان من أعظم مقاصد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم تزكية النفوس قال تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }.


إذا فالنفس مكمن الشر، فهي أمارة بالسوء، كسِلةٌ عن الخير، نشطة إلى المعاصي، تحب البطالة، نفوسنا كلنا هكذا إلا من رحمه الله، وقد بين لنا تبارك وتعالى ذلك في عدة آيات/ قال تعالى: { فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }، وقال الله سبحانه:{وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} وقال عز وجل: { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }، وقد حذرنا الله من نفوسنا فقال:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}، وقال عز وجل:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}.


إن العاقل هو من يصبِّر نفسه على طاعة الله وإن أبت، ويرغمها على فعل الخير وإن كرهت، ويفطمها عن المعاصي والشهوات وإن أحبتها وألفتها، قال الله تعالى:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} أي احبسها على الطاعات لأن طبيعتها أنها لا تريدها!! 


 لقد بين ربنا تبارك وتعالى مصير من يخاف الله ويعص نفسه فإن مصيره الى الجنة، قال سبحانه وتعالى: { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }، كما بين ربنا تبارك وتعالى مصير من يطيع نفسه ويؤثر الحياة الدنيا فإن مصيره الى الجحيم والعياذ بالله قال عز وجل:{فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ } [النازعات]،  نعم 


أمر الله المؤمنين بوقاية انفسهم، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }


فعلى المسلم أن يأمر نفسه وأهله وغيرهم بالمعروف، والتعاون على تزكية النفوس من أعظم التعاون على البر والتقوى، قال تعالى:{إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} .


وتزكية النفوس تكون بطاعة الله مع الإخلاص له، والإكثار من التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، وترك الشرك كبيره وصغيره وترك جميع المعاصي؛ لأن المعاصي أثرها سيء على القلوب، قال تعالى:{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }،ولله در القائل:


رأيت الذنوب تميت القلوب

وقد يورث الذلَ إدمانُها 

 

وترك الذنوب حياة القلوب 

وخير لنفسك عصيانها 


نعم ومن أعظم ما يزكي النفوس عدم اتباع الشيطان، وكذلك الدعاء قال الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فقد ختم الله هذه الآية باسميه السميع العليم إشارة إلى دعاء الله بتزكية النفس، فهو سميع الدعاء وهو عليم بمن يستحق الهداية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها".

خطوات لتزكية النفس

الخطوة الاولى:

 فهي معرفةُ موقع النفسِ ودرجتِها، لقد وصف الله سبحانه تعالى النفس في القرآن الكريم وجعلها على ثلاث مراتب: 

المرتبة الاولى: أدنى وأخس درجة: هي النفس الأمارة، وهي التي تأمر صاحبها بما تهواه من شهوة فائرة أو ظلم أو حقد أو فخر إلى آخره، فإن أطاعها العبد قادته لكل قبيح ومكروه، قال تعالى:{وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيم }.


المرتبة الثانية:والتي يمكن للنفس أن تعلو إليها فهي النفس اللوامة، وهي النفس التي تندم على ما فات وتلوم عليه، وفيها قال تعالى:{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. 


المرتبة الثالثة:وهي أعلى مرتبة: والتي يمكن أن تصل إليها نفسك وترقى هي النفس المطمئنة، وهي تلك النفس التي سكنت إلى الله تعالى واطمأنت بذكره وأنابت إليه وأطاعت أمره واستسلمت لشرعه واشتاقت إلى لقائه، وهذه النفس هي التي يقال لها عند الوفاة، كما قال تعالى:{ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي } [الفجر: 27 - 30]،فمن شرع في تزكية نفسه تصير نفسه لوامة تلومه على فعل المعصية و تلومه على التفريط في الطاعة، ومن استمر في تزكية نفسه بالطاعات وترك المعاصي صارت نفسه مطمئنة بذكر الله وطاعة الله، وتُبشّر عند موتها ببشارتين: بشارة من ملائكة الموت، { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } وبشارة من الله جل جلاله، يقول الله لتلك الروح الطيبة: { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي }.

الخطوة الثانية:

 في تزكية نفسك: هي الاعتراف بعيوبها، وإن مما يجعل الانسان يرفض الاعتراف بالعيب الشعور بأنه قد بلغ مرحلة من الصلاح لا تحتاج فيها إلى تذكير ونصح... قال تعالى:{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}. 

الخطوة الثالثة:

في تزكية النفس مجاهدتُها، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين}

الخطوة الرابعة:

 في تزكية النفس: هي تنميةُ الصفات الطيبة ورعايتُها حتى يكون لها الغلبة، قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الحلم بالتحلم).

الخطوة الخامسة:

 في تزكية النفس: وهي من أهم الخطوات، الدخول على الله من باب العبودية المحضة، وباب العبودية المحضة المقصود هو باب الانكسار والافتقار إلى الله تعالى، والذل له سبحانه، وذلك بأن يستشعر الإنسان أنه ذو صفاتٍ تقتضي الحاجة إلى رحمة ربه جل وعلا ..... 


ويلازم ذلك الدعاء كما ورد أنّه صلى الله عليه وسلم علَّم حصينا أن يقول: (اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي).


وبعد ان يعرف العبد الخطوات المعينة على تزكية النفس فعليه ان يتخذ الوسائل التي تزكي النفس نذكر منها:- الإقبال على كتاب الله تلاوةً وحفظاً وتدبُّرَاً، قال تعالى:{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}.....

من وسائل تزكية النفس ؟

ومن الوسائل ذكر اللَّهِ بكل انواعه، قال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}..  لأنه ليس من عبد يذكر الله إلا ذكره الله عز وجل، فالدوام على ذكر الله تعالى يشرح الصدر، ويُزكي النفس...


ومن وسائل تزكية النفس ذكرُ الموت، وقِصَر الأمل، قال تعالى:{ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}، ومن وسائل تزكيتها كذلك: الصدقة ، قال تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} ...


ومن الوسائل التي تزكي النفس المحا فظة على الصلوات جماعة في المساجد وأداء النوافل..... وعمارة المساجد بالذكر والبقاء فيها ففيها تزكو النفوس، وتلين القلوب، وتنشرح الصدور.......


ثمار زكاة النفس :.

النفس ثمار كثيرة نذكر منها:


1-  الفلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة؛ “فلا يصلح لِمُلك الآخرة ونعيمها ولا القرب من رب العالمين إلا قلب سليم صار طاهراً بطول التزكية والتطهير قال الله تعالى:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}


2-راحة البال وسكينة القلب وطمأنينته وانشراح الصدر وسعته، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4]،وقال تعالى:{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} 


3- من ثمار التزكية الثبات على الدين والطاعة، قال تعالى:{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ}.


4- من ثمار تزكية النفوس انها سببُ الفوزِ بالدرجات العُلى، قال الله تعالى:{وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} 

هذه بعض ثمار زكاة النفس وفضائلها 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ابراهيم

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق