القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل شهر شعبان وليلة النصف منه شرح متكامل


فضل شهر شعبان وليلة النصف منه

فضل ليلة النصف من شعبان

 نحن في شهر شعبان الذي تحدثنا عنه أنه موسم الاصطلاح مع الله وهو كذلك موسم الاصطلاح مع بعضنا موسم تطهير القلوب من الغل والحقد والضغينة فيما بيننا ألم يقل الله تعالى (إنما المؤمنون إخوة...)؟ ألم يقل الله عز وجل: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ( َاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ )


في هذا الشهر العظيم ليلة من الليالي الفاضلة و موسم من مواسم العفو إنها ليلة النصف من شعبان ليلة فاضلة عظيمة مباركة يتجلى فيـها ربنا الكريم بفيوضات رحمته الواسعة ونفحات مغفرته الشاملة وعطايا عفوه الكامل على جميع عباده المؤمنين وإمائه المؤمنات كما بشرنا بذلك الصادق الـمصدوق في الحديث الذي قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لـمشرك أو مشاحن)

هكذا العفو يكون !!.. هكذا الرحمة تكون !!..هكذا الجود من رب الأرباب سبحانه و بحمده   الله عز وجل يطلع إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان وليلة النصف هي ليلة الخامس عشر وهي التي تكون بمغيب شمس اليوم الرابع عشر من الشهر فإذا غابت الشمس يوم الرابع عشر من شعبان أذن آذان المغرب فتلك ليلة النصف من شعبان تلك ليلة يعفو الله عز وجل فيها و يغفر و يرحم و يتكرم على عباده هو الكريم يعفو و يغفر و يرحم ما أعظمها من منة، وما أسخاها من عطية وما أثمنها من جائزة لا يحرمها إلا من أبى واستكبـر وكـان من أهل الشرك أو الـشحناء فما كـان الله عز وجل ليغفر لـمن ليس أهلا لـمغفرته وما كـان هذان العملان الـمحظوران الـمحذوران ليحولا بين الـمرء والـمغفرة والرحمة إلا وهما في غاية الخطورة والشناعة والفحش والشؤم. إلا ما كان من مشرك ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) 

ماهو اعظم الجرم في هذا الشهر المبارك؟

أعظم الجرم أن تجعل لله ندا و هو خلقك فكما كان من هذا المشرك بالله  الذي يدعو غير الله , و يرجو غير الله ,و يعبد غير الله فإن الله عز وجل لا يشمله بالمغفرة في تلك الليلة ( إن الشرك لظلم عظيم ) (( إلا ما كان من مشرك أو مشاحن و في رواية أو قاطع رحم ))                                               فسبحان الله .. قطيعة الرحم .. ما أشده من داء .. قطيعة الرحم .. 

الله عز وجل يعد بالعفو ..ذنوبا كثيرة كالجبال كلها تمحى , كلها تزول بكرم الكريم لمن آمن بالله ووحد الله  ولمن ترك الشحناء وقطيعة الرحمة و قام ببر الوالدين و أحسن لعباد الله جميعا إنه الكرم من الله عز وجل فلا تفوتنكم تلك الليلة

 قبل أن تفوت تلك الليلة اخلصوا هذا القلب لله و نقوه على عباد الله من كان بينه و بين والديه شئ فليبادر ومن كان بينه و بين أرحامه شيء فليبادر ومن كان بينه و بين إخوانه المسلمين  شيء فليبادر قبل أن تفوت تلك الليلة فيحرم العفو من العفو الكريم 

إن من شأن الـمؤمن اللبيب أن يتطلع إلى الفرص ليغتنمها، ويطمح إلى أسباب الفلاح ليعتمدها، ويتحرى مواسم الخيـر ليستغلها، فهو الحريص دائما أشد الحرص على استباق الـخيـرات، وقطف الثمرات، واكتساب الـحسنات.

مما يجب على المسلم الحذر منه؟

 أن تكون من الـمحجوبيـن عن خيـر هذه الليلة الـمباركة بـهاتيـن الـمعصيتيـن الكبيـرتين الشنيعتين أو بإحدى هاتين الخطيئتين الفاحشتين المشؤومتين وذلك بتطهيـر قلبك من الشرك بالله بكل أنواعه وأقسامه ومراتبه ومن بغض عباد الله، والحقد عليـهم لا تقبل ولا ترض أن تلوث توحيدك بأدران الشرك الأكبر والأصغر الجلي والخفي واعلم أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كـان له خالصا وابتغي به وجهه كما ورد عن نبـي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ولا تتـرك الغل يتخذ طريقه إلى صدرك فإن الجنة لا يدخلها إلا صاحب القلب السليم ثم إن هذين الداءين الخبيثين من أدواء القلوب القاتلة الـمهلكة ولا يجدي معهما إلا الـمعالجة والـمجاهدة حتى يقطع دابرهما ويمحـى أثرهما.


(إلا لـمشرك أو مشاحن). وكفى بالحقد والشحناء سوءاً وشناعةً وبشاعةً وخطورةً وفحشاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قرنهما بالشرك أبغض الـمعاصي إلى الله.


على ماذا يحرص الاسلام ؟

يحرص حرصا تاما ويركز تركيـزا كبيـرا على أن تكون العلاقة بين أفراد الـمجتمع الـمسلم متنية ولا يمكن أن تكون متينة إلا إذا كانت مبنية على الود، والإخاء، والألفة والوفاء، والتآلف والوئام، والتعاون والتكافل والتضامن ولن يتم كل ذلك إلا إذا صفت القلوب وسلمت الصدور من كل أسباب الفرقة والشقاق وعلى رأس ذلك الحقد ذلك الداء العياء الذي يفسد القلوب ويجعلها سوداء مظلمة لا تضمر إلا السوء والشر مغمومة تعيش في نكد مستمر وغيظ مستديم 

ولشدة حرص الإسلام على تطهيـر الـمجتمعات الـمسلمة من تلك العوامل الهدامة الـمنغصة وعلى تطهير الصدور والنفوس من تلك الأوبئة الفتاكة ربط بين سلامة القلب من الغل والحقد ونحوه وبين الإيمان


لا يحملُ الحقد من تعلوا به الرتب

ولا ينال العلا من طبعه الغضب


ليس أروح للمرء ولا أطردُ لهمومه ولا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب مبرأ من وساوس الضغائن ونيران الأحقاد ، وليس أمرض للقلب ولا أتلف للأعصاب ولا أوجع للروح من أن يمتلئ القلب حقداً والنفس كرهاً والروح نفرةً وشحناء .  وقد قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : (( كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ ، صَدُوقِ اللِّسَانِ ))  قَالُوا : صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ : (( هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ ، لاَ إِثْمَ فِيهِ ، وَلاَ بَغْيَ ، وَلاَ غِلَّ ، وَلاَ حَسَدَ )) ابن ماجه


فشعبان وليلة النصف منه دعوه للتصالح وعدم الهجر والخصام ، دعوه للحب والعطف والحنان .

ماهي  دعوتي للجميع؟

دعوه لكل مشاحن ..دعوه لكل من هجر ابيه أو هجر أمه أو هجر أخيه أو هجر زوجته .. أو هجر ابنه .. أو هجر جاره ... لدنيا حقيرة زائله فانية .. عبد الله  ليس أمامك فرصة للتردد  اخي انتهز هذه الفرصة  حتي يغفر الله لك ذنبك .


يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب وتنأى بنفسك عن الشرك وتبتعد عنه وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء فكم منا يحي هذه الليلة بالصلاة والصيام والقيام ...


ونسي عنصر ان لا يغفر له الا به ولو صلي الليل كله .... نسي الشحناء التي هي بينه وبين جاره ... نسي الشحناء التي هي بينه وبين زوجته نسي الشحناء التي هي بينه وبين ولده نسي الشحناء التي هي بينه وبين ابيه وامه ...

وفي الاخير ياكرام ... تقبلوا مني السلام... والشكر والاحترام

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ابراهيم

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق